السبت، 17 مارس 2018

م. طارق قابيل : العلاقات المصرية – الإماراتية تشهد زخماً ملحوظاً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري .. والإمارات تتصدر قائمة أكبر الدول المستوردة من مصر خلال عام ٢٠١٧ بإجمالى قيمة ٢.٥ مليار دولار


سلطان المنصورى : نسعى لايجاد شراكة حقيقية تقوم على تحديد الإمكانات التصنيعية المتاحة لتلبية احتياجات المستهلكين فى كلا البلدين
القاهرة – أ.ق.ت - كتب/ هيثم الفرسيسي : أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن العلاقات المصرية – الإماراتية قد شهدت في الآونة الأخيرة زخماً ملحوظاً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري ...
وقد توج هذا الزخم على صعيد التبادل التجاري بتصدر دولة الامارات قائمة أكبر الدول المستوردة من مصر عام ٢٠١٧ حيث بلغت الصادرات المصرية إلى السوق الإماراتى حوالى ٢.٥ مليار دولار أمريكي كما تنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الثلاثة أعوام الأخيرة بنسبة ٢٠٪ ، أما على الصعيد الاستثماري فقد تبوأت دولة الامارات المرتبة الأولى كأكبر الدول المستثمرة في مصر بإجمالي استثمارات قيمتها ٦.٢ مليار دولار أمريكي .
وقال أن العلاقات الوطيدة والروابط الوثيقة التى تربط البلدين تمثل نموذجاً ناجحاً يحتذى به في التعاون بين الأشقاء العرب القائم على المساواة والمصالح المشتركة.
جاء ذلك في سياق كلمة الوزير خلال افتتاحه و المهندس سلطان بن سعيد المنصورى وزير الاقتصاد الاماراتى لفاعليات ملتـقى الاعمال المصرى الإماراتى ، الذى نظمه الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية تحت عنوان " مصر – الامارات – من التعاون الثنائى الى الاقليمى " ، وقد شارك فى الملتقى عدد كبير من رؤساء كبرى الشركات المصرية والاماراتية .
وأشار الوزير إلى أن جهود التنسيق والتشاور المستمر بين المسئولين فى البلدين تمثل ركيزة اساسية لدفع العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى آفاق أرحب ، منوهاً فى هذا الاطار الى اهمية الدور البارز للقطاع الخاص ومجتمعي أعمال البلدين للمساهمة فى تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مستوى التعاون التجارى والاستثمارى المشترك وذلك تحت مظلة ودعم الحكومتين المصرية والإماراتية.
وأكد قابيل أن الحكومة المصرية تبذل جهوداً حثيثة لتحسين المناخ الاقتصادي وتطوير القطاعات الإنتاجية إلى جانب العمل على خلق مناخ جاذب سواء للتجارة الدولية أو للاستثمار فى القطاعات الانتاجية والخدمية، مشيراً إلى أن هذه الجهود المبذولة ستسهم بلا شك في تشجيع الشركات الإماراتية على ضخ مزيد من الاستثمارات بالسوق المصري، فضلاً عن خلق تعاون صناعي وتجارى يسهم في زيادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتمهيد الطريق أمام المستثمرين المصريين والإماراتيين لتحقيق أقصى استفادة من عمق العلاقات المشتركة بين البلدين.
وفى هذا الاطار أشار الوزير الى عدد من الإجراءات التي اتخذتها وزارة التجارة والصناعة في اطار تنفيذ استراتيجية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة ومن بينها إطلاق خريطة الاستثمار الصناعي مطلع شهر نوفمبر الماضي، والتي تضم ما يقرب من ٤٨٠٠ فرصة استثمارية متاحة بالقطاعات الصناعية في مختلف محافظات مصر ، واصدار قانون التراخيص الصناعية الجديد فضلا عن طرح ٢٨.٥ مليون متر مربع اراضى صناعية ، وضخ ٥.٣ مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة عام ٢٠١٧  ، لافتاً الى ان الاجراءات التى اتخذتها الوزارة قد ساهمت فى تراجع عجز الميزان التجاري بنسبة ٢٥٪ ، واجتياز مصر لعملية المراجعة الرابعة لسياساتها التجارية بمنظمة التجارة العالمية في جنيف الشهر الماضي .

وأضاف قابيل أن الاقتصاد العالمى يشهد حاليا العديد من المتغيرات الدولية الاقتصادية والتجارية وهو الأمر الذى يتطلب ضرورة التكاتف والترابط مع الأشقاء بدولة الامارات باعتبارها شريك استراتيجي في عصر شديد المنافسة يحتاج لكثير من التخطيط والجهد والعمل المشترك، مؤكداً في هذا الصدد على ضرورة التوصل إلى آليات فعالة وحاسمة تسهم في إزالة كافة المعوقات والعقبات التي قد تواجه التدفقات التجارية والعلاقات الاستثمارية بين البلدين، وكذا العمل على طرح مبادرات جديدة بهدف تحقيق المزيد من التقدم في العلاقات المصرية والاماراتية المشتركة في كافة مجالات التعاون الاقتصادى.
ومن جانبه اكد المهندس سلطان بن سعيد المنصورى وزير الاقتصاد الاماراتى على اهمية تحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين من خلال ايجاد شراكة حقيقية تقوم على تحديد الامكانات التصنيعية المتاحة لتلبية احتياجات المستهلكين فى كلا البلدين بما يسهم فى تعزيز العلاقات التجارية المشتركة الى جانب تقليل الانفاق من العملات الاجنبية على الاستيراد ، مشيرا الى امكانية احداث هذا التكامل على مستوى عدد من الدول العربية .
وأشار الى ان مصر بما تملكه من امكانات ودور رائد فى المنطقة العربية قادرة على لعب دور محورى فى وضع استراتيجية متكاملة بالتعاون مع الدول العربية للتعامل مع قضايا الامن الغذائى العربى وتنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة .
ورحب المنصورى بجهود مصر فى اعداد خريطة صناعية استثمارية تضم كافة الفرص الاستثمارية المتاحة ، مشيرا الى ان مجلس المستثمرين الامارتيين بالخارج سيتولى التنسيق مع الجانب المصرى للترويج لهذه الفرص فى السوق الاماراتى .
كما أكد المهندس أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أن مصر والإمارات تتمتعان بعلاقات اقتصادية وتجارية تتسم بالتكامل  والترابط والوثيق حيث تأتي دولة الامارات في المرتبة الأولى بقائمة الدول المستثمرة في مصر على مستوى العالم باجمالي استثمارات تبلغ حوالي ٦.٢ مليار دولار في ٨٦٨ شركة، والتى ستتعاظم مع الاستثمارات الجديدة التي قامت مجموعة من الشركات الاماراتية مؤخراً بضخها في السوق المصري، مشيرا الي ان الاستثمارات المصرية بالسوق الاماراتي حققت نمواً كبيراً لتصل الى اكثر من ٨٢٦ مليون دولار بخلاف كما بلغ حجم التجارة فى السلع بين البلدين ٣.٢ مليار دولار.
ولفت الوكيل الي ضرورة تطوير هذا التعاون الثنائي ليصبح تعاوناً ثلاثياً من خلال العمل علي النفاذ سويا الي اسواق دول اخري لتعظيم الاستفادة من تكامل المميزات النسبية بين مصر والامارات
حيث يمكن تعزيز التعاون في مشروعات اعادة اعمار العراق عن طريق تحقيق التكامل بين الشركات الاماراتية والشركات المصرية المتواجدة بالفعل فى العراق ولديهم خبرات متميزة فى مشروعات مثيلة قامت بتنفيذها مصر فى زمن قياسى خلال العامين الماضيين تمهيداً لتكرار هذه التجربة في دول اخري مثل سوريا وليبيا واليمن، مشيراً الي  امكانية تعزيز التعاون المشترك في مجالات الصناعة واللوجيستيات حيث يمكن ان تستفيد الشركات الاماراتية من سوق يتجاوز ٢.١ مليار مستهلك بدون جمارك او حصص فى مناطق التجارة الحرة التى تشارك بها مصر وذلك من خلال التصنيع المشترك بين الدولتين .