الجمعة، 3 أكتوبر 2025

مصر وثغرة التمويل : "تجارب الماضي .. إلهام للمستقبل" فى محاضرة ثرية للسفير جمال بيومى


القاهرة  - أ.ق.ت - فادى لبيب :  فى ٧ نقاط محددة، تحدث السفير جمال بيومى خلال محاضرة ثرية، أمس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قال فيها أنه : ليس هناك في أغلب تجارب الدول ما يثير القلق الزائد من استخدام الائتمان في مسائل الاقتصاد والتجارة والتنمية ... 

كما يندر أن توجد دولة لا تقترض أو تعتمد علي الائتمان بأشكاله المختلفة، أو تمول موازناتها بالعجز، لكن يبدأ القلق إذا تجاوز الائتمان قدرات اقتصاد الدولة علي السداد  أو وجه الائتمان لتمويل مصروفات جارية ولغير أغراض الاستثمار والتنمية. ولقد مرت مصر في فترات مختلفة بتجارب من المديونية أو العجز في الموازنة العامة. ومن أمثلة ذلك: 


1. عجز الموازنة في السنوات الأخيرة لحكم محمد علي باشا والذي بلغ نحو 14 مليون قرش صاغ. (كان تعداد مصر وقتها 4.5 مليون مواطن)


2. مديونية حكومة الخديوي إسماعيل التي قيدت سيطرتها علي بعض إيراداتها وقبولها بتعيين مفتشين من بريطانيا وفرنسا في وزارة المالية.


3. مديونية مصر سنة 1969 للولايات المتحدة وبلغت 290 مليون دولار. فعرفت مصر ولأول مرة مصطلح "إعادة الجدولة". 


4. قررت قمة الخرطوم العربية في أغسطس 1967 دعم قدرات مصر بمبلغ 100 مليون جنيها إسترلينيا. تزيد عن إيراد قناة السويس في تلك الفترة. 


5. ودعما لانتصار مصر التاريخي في حرب أكتوبر سنة 1973 ساندت دول الخليج قدرات مصر بوسائل شتي منها ودائع في البنوك المصرية. وإنشاء صندوق للتنمية في مصر برأس مال 2200 مليون دولار. 


6. توسعت مصر في الاقتراض الخارجي في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. حتي بلغت المديونية نحو 52  مليار دولار، وطلبت مصر مساندة صندوق النقد الدولي. واجتمعت دول "نادي باريس" الدائنة للنظر في إعادة جدولة الديون. وقد وفر المجتمع الدولي لمصر أفضل اتفاق لتخفيف المديونية بشطب 50% منها. فهبطت المديونية لأقل من 26 مليار دولار. وأسقطت الدول العربية كامل المديونية عن مصر   بنحو 11 مليار دولار. وأسقطت الولايات المتحدة ديونا عسكرية بلغت 7 مليارات.  


7. وفي أعقاب حرب تحرير الكويت (‏1990‏/1993) تكونت مجموعة دول إعلان دمشق (مصر وسوريا ودول الخليج الستة) وقدمت منحا لمصر بلغت 4.6 مليار دولار. أودعت بالبنك المركزي المصري ووصلت قيمتها بنهاية 2011 إلي 9.2  مليار.   


ويجب ملاحظة أن الدول العربية البترولية لديها فوائض مالية كبيرة، لكنها ليست بالغني الذي يمكن أن يلبي كل طلبات مصر والعرب. فإجمالي الناتج القومي للدول العربية مجتمعة في عام 2022 بلغ 2881 مليار دولار بمتوسط ناتج للفرد العربي 6786 دولار. وهو ما يقل عن ناتج دولة أوربية كبريطانيا. وهذا حتى لا يرتفع سقف المطالب من الدول العربية ذات الفوائض. ويرتفع سقف التقدير.


وكان السفير جمال بيومى، قد كتب على صفحته الرسمية " فيسبوك": أمضيت أمس الأربعاء نحو أربعة ساعات أحاضر مجموعة من خيرة شباب مصر يسعون للعمل في السلك الدبلوماسي التجاري، في دورة تأهيلية وفرتها الدكتورة عادلة رجب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .. ومجرد النقاش والاستماع لهذا الشباب المتميز الذى يبعث علي الأمل والإطمئنان علي مستقبل مصر بإذن الله تعالي.