بقلم : وائل عبد العزيز سيد
محاسب بوزارة التضامن
كل
مسئول يتولى مقاليد منصب ما وبصفة خاصة المناصب العامة لديه قناعة أنه الأفضل
دائماً ( سواء ممن سبقوه أو من يأتى بعده )، وليس لديه القدرة على تقدير الإختلاف
مع الأخر، فبعد
40 عام من نظام التمييز العنصرى و27 عام من السجن ظلما ،كان من السهل أن نغفر
لـ " نيلسون مانديلا " شعوره بالمرارة وسعيه للإنتقام، ولكنه لم يفعل ذلك ...
لرفض " مانديلا " أن ينظر للإشخاص كونهم سود أو بيض
لأنه يرى فقط شعب جنوب أفريقيا، فشعب جنوب أفريقيا يتكون من ألوان وقبائل متعددة
وثقافات عديدة ولكن فى نظر " مانديلا " كلهم متساويين .
وهنا أدرك نيلسون مانديلا أهمية تقدير الإختلاف
بين الأفراد ،فالكل لديه الإنتماء للكيان مع الإحتفاظ بالإحساس بفرديته التى تعطى
ثراء وابتكار للمجتمع ككل .
فالخطأ
الذى يقع فيه أغلب المسئولين أو رؤساء المنظمات أنه ينتقى فريقاً يُشبهه فى الصفات
والمهارات ( فريق من المستنسخين ) ، وهذا الأسلوب يُعطى التجانس بين أعضاء الفريق
ولكن سيغلب على مخرجات النظام الثبات ، وعدم الإبتكار بسبب تشابه الصفات والمهارات ، ولكن الإختلاف بين مهارات الفريق يعطى ثراء وتنوع فى مخرجات النظام ويخلق جو من
الإبداع والإبتكار الذى يؤثر على جودة مخرجات النظام بالإيجاب .
ولذلك
نرى أغلب المسئولين يتبنون منهج وأسلوب معين فى الإدارة ويتجاهل من يخالفه ولا
يتقبل النقد والأراء المختلفة حول كيفية أداء الأعمال بل يتجاهل كل فكر أو إبداع يُخالف
منهجه ، ويقلل منه بل قد يتربص به ويحاول جاهداً أقصائه عن أى موقع له تأثير فى
أتخاذ القرار والنتيجة الحتمية لذلك هو الإحباط لكل إبتكار أو فكر جديد ، وتتحول
الطاقة الإيجابية التى تهدف للبناء إلى طاقة سلبية وانتشار اللامبالاة بين الافراد
وعدم التفكير للصالح العام .
وهذه
الفئة يمتد تأثيرها فى الجهة حتى بعد خروجة من المنصب، لأنه غالباً ما يكون صف ثانى
يتبنى نفس المنهج، ولذلك فى أغلب الجهات أنظر لفكر المسئول عن الجهة تتنبأ بكل
سهولة الترقيات من خلال قراءة فكر القيادة العليا والتى تأتى بأفراد يغلب عليها
نفس منهج الفكر ولو كان الفكر السائد يغلب عليه الروتينية والجمود الفكرى
فيتم الدخول فى نفق مظلم بتولى قيادات ومسئولين ينتهجون نفس الأسلوب .
ويجب
هنا التصدى لكل مسئول يُحارب الإبداع والإبتكار، فالدولة تشجع الشباب وتتبنى أفكارهم
ولكن هذه الفئة تدمر الطاقات الإبتكارية والإبداعية من أجل أرضاء غرورها وحتى تكون
الأصلح دائماً لتولى مقاليد الأمور .
كما يجب تجديد فكر القيادات بتولى أصحاب
الفكر الإدارى الإبداعى المناصب بوجود معايير للأختيار وليس معايير خاصة بالمسئول
عن الجهة .
فنداء لكل مسئول أوقيادة وبصفة خاصة من
يتولون المناصب العامة ويكاد أن يقرأ اسمه بين السطور أن يراجع سياساته ويُحاول أن
يستمع لمن حوله ويتفهم أرائهم وأن يُحاول أن يصغى إلى أراء الاخرين بنية الفهم
وليس بنية الرد فلابد من إعطاء الأخر الفرصة للتعبير عن مايدور فى عقولهم ،وهذا
يؤدى إلى ثراء وتنوع فى الأفكار مما ينعكس بشكل إيجابى فى أتخاذ القرارات الصحيحة
والتى تحقق الأهداف المرجوة وتنجز الأعمال المكلف بها .
ونداء
لكل عامل أو موظف لديه أفكار وإبتكارات تؤدى إلى حل مشاكل ومعوقات العمل أن يظل يُثابر
ويجتهد من أجل عرض فكره ودراسة أمكانية التنفيذ ولتكن مقولة " ستيفن جوبز "
صاحب شركة أبل أمامه .. ” تصرف وكأنك من المُستحيل أن تفشل فى
الوصول لهدفك " .