الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

الدكتور محمود محيى الدين: افتتاح المتحف المصرى الكبير لحظة فارقة فى مسيرة مصر الحضارية


القاهرة - أ.ق.ت - فادى لبيب : يرى الدكتور محمود محيى الدين، 
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمكلف من أمين عام الأمم المتحدة برئاسة فريق الخبراء لتقديم حلول لأزمة الدين العالمية ، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يُعد لحظة شديدة التميّز فى مسيرة مصر الثقافية والحضارية ... ليس فقط لما يمثله من صرح عالمى يليق بعظمة التراث المصرى، ولكن أيضًا لما يعكسه من إصرارٍ على صيانة الفكرة واستمرارها عبر الزمن ...


وذكر أن كثيرًا من الأفكار تولد ثم تذبل وتختفى مع تغيّر الأنظمة والأولويات، إلا أن فكرة المتحف المصري الكبير استطاعت أن تصمد لما يزيد على عشرين عامًا، بفضل إيمان القائمين عليها بأهميتها وجدارتها بالدعم والرعاية.


وأشار الدكتور محيى الدين إلى أن التجربة أثبتت أن الأفكار العظيمة تحتاج إلى تراكم مؤسسى ودعم مستمر لتُثمر، موضحًا أنه حين تتوافر الإرادة والاستمرارية يصبح من اليسير تأمين التمويل والمصادر اللازمة لإنجازها، لأن الفكرة الناضجة والقيمة تجذب الدعم تلقائيًا.


وأوضح أن أهمية المتحف لا تكمن فقط فى حداثة تقنياته أو روعة تصميمه المعمارى، بل فى قيمته الحضارية والفكرية العميقة، مشيرًا إلى أن هذا الصرح يمثل فرصة فريدة لاستئناف مكونات الحضارة المصرية، التى قامت على ركيزتين أساسيتين هما العلم والفن وتسخيرهما للنهوض بالإنسان.


وأضاف أن استعادة هذا التوازن بين المعرفة والإبداع هو ما تحتاجه مصر اليوم لتحقيق نهضتها المعاصرة، فكما كان المصرى القديم يجمع بين دقة العلم وجمال الفن فى كل إنجازاته، فإن ربط الماضى بالحاضر من خلال هذا المتحف يعيد إحياء روح الحضارة المصرية فى صورتها الحديثة، ويدفعنا إلى تأمل العلاقة الوثيقة بين التراث والإبداع كطريق لبناء المستقبل.


وشدد الدكتور محمود محيى الدين على أن سعادة المصريين والعالم بهذا الافتتاح يجب أن تقترن بكون المتحف منبرًا لإلهام المصريين أنفسهم، خاصة الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن زيارة المتحف ينبغى أن تكون تجربة وطنية وثقافية متاحة لجميع المصريين من مختلف المحافظات، بما فى ذلك طلاب المدارس والجامعات.


كما أشار إلى أنه خلال زيارته الأخيرة إلى المتحف البريطانى فى لندن، لفت نظره أن أكثر أجنحته جذبًا للزوار هو القسم المخصص للحضارة المصرية القديمة، وأن أغلب زائريه من أبناء بريطانيا أنفسهم، مما يعكس إدراكهم لقيمة حضارتهم الإنسانية.


واختتم الدكتور محمود محيى الدين تصريحاته بالتأكيد على أن المتحف المصرى الكبير يجب أن يكون مصدر إلهامٍ ومعرفةٍ لمواطنى مصر قبل غيرهم، وأن الحفاظ على روح الحضارة المصرية وربطها بالمستقبل هو أعظم رسالة يمكن أن يقدمها هذا الصرح للعالم.