🗓️ الجيزة - أ.ق.ت - فادى لبيب - 1 نوفمبر 2025 : في يومٍ استثنائي يكتبه التاريخ بحروفٍ من نور، تتجه أنظار العالم إلى مصر، حيث تشهد البلاد اليوم الافتتاح الرسمي لأحد أضخم وأهم الصروح الثقافية في التاريخ الحديث — المتحف المصري الكبير — الذي يُعد إنجازًا حضاريًا يجسد امتداد حضارة خالدة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، في مشهد عالمي مهيب يليق بعظمة مصر وتاريخها العريق ...
بعد انتظارٍ طويل، أصبح الحلم حقيقة. فخلال ساعات قليلة، يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للعالم، ليكون مركزًا عالميًا للثقافة والحضارة المصرية، يجمع تحت سقفه آلاف الكنوز الأثرية النادرة في تصميم معماري مهيب يُحاكي روح الفراعنة ويعكس عبقرية العمارة المصرية القديمة بروحٍ عصرية.
ومن المقرر أن يُشارك في حفل الافتتاح 79 وفدًا رسميًا، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، إلى جانب شخصيات ثقافية وعلمية مرموقة، وممثلين عن المنظمات الدولية الكبرى، في احتفال عالمي غير مسبوق يشهد ميلاد متحف القرن الحادي والعشرين.
🌍 متحف القرن الحادي والعشرين
يقع المتحف المصري الكبير على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع على مقربة من أهرامات الجيزة، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم.
يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف العصور التاريخية المصرية، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني.
ويتألق المتحف بعرضٍ فريد لمجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة منذ اكتشافها، داخل قاعات مُجهزة بأحدث تقنيات العرض والإضاءة.
ويتميز المتحف بوجود درجٍ ملكيٍ ضخم يتوسطه تماثيل مهيبة لملوك مصر القدماء، فضلًا عن مركزٍ عالمي لترميم الآثار، ومكتبة متخصصة، وقاعة مؤتمرات دولية، ومناطق استراحة وترفيه مصممة بأسلوبٍ يجمع بين الأصالة والحداثة.
🏛️ رحلة بناء استمرت أكثر من عقدين
بدأت فكرة المتحف المصري الكبير أواخر التسعينيات، وجاء تصميمه الفريد بعد مسابقة معمارية عالمية فاز بها مكتب هندسي إيرلندي، ليضع تصورًا يُحاكي التقاء الشمس بالأهرامات.
ورغم ما واجهه المشروع من تحديات مالية وتقنية، استمرت الدولة المصرية في تنفيذ الحلم بإشراف مباشر من القيادة السياسية، وبتنفيذ متكامل من وزارة السياحة والآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حتى خرج المتحف اليوم في أبهى صورة، شاهداً على الإرادة المصرية وقدرتها على تحقيق الإنجازات الكبرى.
كما نال المشروع تكريمًا عالميًا من الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين (FIDIC) الذي صنّفه كـأفضل مشروع معماري على مستوى العالم لعام 2024، تقديرًا لإبداعه الهندسي وتكامله التصميمي.
ولمزيد من التفاصيل التقنية حول مراحل التنفيذ والجوانب البيئية والرقمية المصاحبة للمتحف، يمكن مراجعة تقرير ECOTECHAGENCY الذي تناول أبعاد المشروع المستدامة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في بنائه وإدارته.
✨ الافتتاح.. عرض مهيب لعظمة مصر
شهد حفل الافتتاح عروضًا فنية مبهرة تجمع بين الموسيقى الفرعونية الكلاسيكية والتقنيات الحديثة في الإضاءة والعرض ثلاثي الأبعاد، لتروي للعالم قصة مصر الممتدة عبر آلاف السنين.
وأُلقيت كلمات رسمية أكدت أن المتحف المصري الكبير هو "هدية مصر للعالم" ورسالة سلامٍ وثقافةٍ وإنسانيةٍ من أرض الكنانة إلى البشرية جمعاء.
كما تضمن الحفل فقرات فنية مستوحاة من الرموز الفرعونية القديمة، إلى جانب مشاركة أوركسترا عالمية عزفت مقطوعات مصرية خالدة أمام خلفية الأهرامات المتلألئة، في مشهدٍ يجمع بين الفن والتاريخ والعظمة.
🗣️ تصريحات رسمية
أكد وزير السياحة والآثار أن افتتاح المتحف يمثل "أعظم حدث ثقافي في القرن الحادي والعشرين"، مشيرًا إلى أن المتحف سيعيد تعريف السياحة الثقافية عالميًا ويجعل من مصر قبلة لعشاق التاريخ والحضارة.
كما أوضح أن المتحف سيستقبل الزوار ابتداءً من الغد، وفق جدول منظم للرحلات والزيارات التفاعلية التي تتيح تجربة رقمية غامرة، تربط الحاضر بالماضي في رحلة استكشافية مبهرة.
🌐 العالم يلتقي في قلب الحضارة
لم يكن هذا الافتتاح حدثًا مصريًا فحسب، بل هو تجمّع عالمي للثقافة الإنسانية.
في المتحف المصري الكبير، تلتقي حضارات العالم على أرضٍ واحدة، ليبقى هذا الصرح شاهدًا على أن مصر كانت وستظل قلب التاريخ ونبض الحضارة، تقدم للعالم من جديد رسالتها الأبدية: أن الجمال والخلود صنعا هنا.
🔗 روابط ذات صلة:
- ZOSER REVIEW – المتحف المصري الكبير: تحفة معمارية عالمية
- ZOSER REVIEW – جائزة FIDIC لأفضل مشروع هندسي عالمي
- ECOTECHAGENCY – التكنولوجيا والابتكار في تصميم المتحف المصري الكبير
