الأحد، 27 سبتمبر 2020

بحضور الرئيس " السيسى" .. " مسطرد " تشغل أكبر مصفاة لتكرير البترول بمصر وأفريقيا


الملا : معدلات استهلاك البنزين والسولار تشهدت انخفاضاً 

 القاهرة – أ.ق.ت - كتب/ هيثم الفرسيسي : افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية اليوم الأحد مشروع المصفاة المصرية للتكرير في منطقة مسطرد بالقاهرة الكبري ...

والذي يعد واحداً من أهم وأكبر مصافي تكرير البترول وأكثرها تقدماً على المستوى التكنولوجى فى مصر وأفريقيا ويأتى فى إطار خطة وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة الإنتاج والوصول إلى الاكتفاء الذاتى من المنتجات البترولية عبر التوسع فى إقامة مشروعات جديدة متطورة لتكرير وتصنيع البترول.

 

حضر الافتتاح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وعدد من وزراء الحكومة وكبار رجال الدولة.

 

وتابع الرئيس السيسى والحضور خلال الافتتاح عرضاً توضيحياً  للمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ألقى خلاله الضوء على استراتيجية تطوير البنية الاساسية لمصر فى مجال تكرير وتصنيع البترول والدور الحيوى للمشروع الجديد فى هذا الإطار ، حيث أكد على أهمية الدعم الذى يوليه الرئيس لقطاع البترول كأحد الروافد الهامة للاقتصاد الوطنى للدولة وأنه وراء ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الست الماضية والتى شهدت إشادة دولية من كافة المتخصصين فى هذا المجال ، واستعرض موقف مصافى التكرير فى مصر خلال عام ٢٠١٣/٢٠١٤ وأنها كانت توفر ١٣.٥ مليون طن منتجات في حين أن الاستهلاك كان يصل إلى حوالى ٢١ مليون طن سنوياً ومن ثم كانت الحاجة لزيادة الإنتاج محلياً وتم إعداد استراتيجية لتطوير وتحديث مصافى التكرير وزيادة الطاقة التكريرية وتطوير البنية الأساسية من خلال مجموعة من المشروعات ومنها مشروعات توسعات الطاقة التكريرية في الإسكندرية ومشروع المصرية للتكرير واللذين أضافا ٤.٣ مليون طن للمنتجات الرئيسية بتكلفة حوالى ٧٤ مليار جنيه.

 

وأوضح الملا أن استراتيجية تحديث قطاع التكرير التى بدأت عام ٢٠١٨ تأتى ضمن مشروع تطوير وتحديث القطاع وأن أهدافها تتمثل فى مواكبة المتغيرات المحلية والعالمية في صناعة التكرير والتوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة ، وتطبيق أحدث التقنيات في مجال التحول الرقمى بصناعة التكرير لتحقيق أفضل كفاءة تشغيلية ، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار وتحسين نظم الحوكمة ووضع نموذج أمثل للعلاقة التعاقدية بين أطراف أنشطة التكرير وتصنيع البترول ، بالإضافة إلى تحقيق التكامل بين استراتيجية التكرير والبتروكيماويات واستراتيجية قطاع البترول لتحويل مصر إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول البترول والغاز ، مشيراً إلى أن الاستراتيجية تبنت عدداً من المحاور شملت زيادة طاقة التكرير وتطوير المصافى الحالية ورفع كفاءتها ودعمها بأنشطة تصنيع جديدة لتحويل المنتجات  منخفضة القيمة إلى منتجات عالية القيمة علاوة على زيادة كميات الزيت الخام التى يتم تكريرها بالمصافى على حساب استيراد المنتجات البترولية إضافة إلى تطوير البنية الأساسية لنقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والعمل على تغطية احتياجات السوق المحلى منها ، الأمر الذى أسهم فى تخطى التحديات التى واجهتها صناعة التكرير وفى مقدمتها تقادم المصافى وعدم قدرتها على توفير منتجات بترولية عالية القيمة والفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وارتفاع معدلات الاستيراد إلى أكثر من ١٢ مليون طن سنوياً ، فضلاً عن انخفاض استثمارات تطوير صناعة التكرير نتيجة استنزاف الموارد فى دعم الوقود.

 

كما استعرض الملا المشروعات الجديدة الجارى تنفيذها والبالغ عددها ٣ مشروعات بإجمالى تكلفة استثمارية ٥.٧ مليار دولار تعادل ٩١ مليار جنيه وهى مجمعى انتاج البنزين والسولار بمحافظة أسيوط ، وتوسعات مصفاة ميدور والتى تضيف فى مجملها نحو ٤.٩ مليون طن سنويا منتجات بترولية.

 

وأوضح الملا أن أهم مشروعات قطاع التكرير خلال الفترة من عام ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٣ تشمل خمس مشروعات كبرى بإجمالى استثمارات ١٠.٢ مليار دولار تعادل ١٦٥ مليار جنيه وبطاقة إنتاجية ٩.٢ مليون طن سنوياً من المنتجات البترولية (السولار والبنزين ووقود الطائرات) ، منوهاً عن مشروعات جديدة سيتم تنفيذها لتغطية زيادة الاستهلاك وفى مقدمتها مشروع شركة البحر الأحمر الوطنية للتكرير والبتروكيماويات ، إضافة إلى عدة توسعات بالمصافى القائمة.

 

وأكد أنه يجرى بالتوازى مع تطوير صناعة التكرير تطويراً مماثلاً للبنية الأساسية لنقل وتخزين وشحن وتداول المنتجات البترولية باستثمارات قيمتها ٣ مليار دولار تعادل ٤٨ مليار جنيه من خلال مشروعات زيادة الطاقات الاستيعابية للموانى وخطوط نقل المنتجات وطاقات التخزين وأسطول النقل ومحطات تموين السيارات.

 

وأشار إلى أن المنطقة الجغرافية البترولية بمسطرد تضم الآن مجمعين للتكرير وهما القاهرة والمصرية للتكرير وأن مصفاة تكرير القاهرة توفر مادة التغذية لمجمع المصرية وأن ذلك يأتي في اطار التكامل الذى تحرص عليه الاستراتيجية ، كما أنه يتوفر بالمنطقة شركات التوزيع الرئيسية وأن المنطقة توفر ٢٢٪ من طاقة التكرير في مصر.

 

وأكد أن بلوغ هدف تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من البنزين والسولار بحلول عام ٢٠٢٣ جارى العمل عليه منذ عام ٢٠١٦ والتي بلغ حجم الاستيراد خلالها حوالى ١٠ مليون طن سنوياً بتكلفة ٤.٥ مليار دولار موضحاً أنه تم تخفيض تلك المعدلات خلال عام ٢٠٢٠ لتصل إلى ٣.٥ مليون طن سنوياً بتكلفة ١.٥ مليار دولار ، لافتاً إلى أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجياً خلال السنوات الثلاث المقبلة مثل تشغيل المصافى الجديدة ورفع كفاءة المصافى الحالية وترشيد الاستهلاك والتوسع في المشروع القومى لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى في ضوء المبادرة الرئاسية ، وتحسين شبكة النقل والطرق التي ساهمت في توفير الاستهلاك وتصحيح هيكل التسعير .

 

وأوضح الملا أن معدلات استهلاك البنزين والسولار تشهدت انخفاضاً خلال الفترة من ٢٠١٦ – ٢٠٢٣ في ضوء تنفيذ عدد من مشروعات التكرير الجديدة وزيادة كفاءة الوحدات القائمة متزامناً مع ترشيد الاستهلاك أدى إلى خفض كمية استهلاك البنزين بحوالي ٢٠ مليون طن بوفر ١٨٥ مليار جنيه وبالنسبة للسولار خفض ٣٧ مليون طن بوفر ٣٠٥ مليار جنيه .

 

وأضاف أن مصفاة المصرية للتكرير أحد أهم المشروعات التكريرية في مصر وأفريقيا لما يتمتع به من تكنولوجيات متطورة وتطبيق أحدث نظم إدارة الجودة وأنظمة السلامة والصحة والمعايير البيئية الخاصة بالانبعاثات ، وتم استغلال هذا التطوير في الشركات المجاورة ، موضحاً ان المشروع يعد مثالاً للتعاون والتكامل بين القطاعين العام والخاص ويوفر منتجات بترولية عالية الجودة والقيمة وفقاً للمعايير العالمية ، وأوضح أن التكلفة الاستثمارية للمشروع بلغت ٤.٣ مليار دولار وهو ما يعادل ٧٠ مليار جنيه وينتج حوالى ٤.٧ مليون طن سنوياً من المنتجات البترولية تتنوع ما بين السولار والبنزين ووقود الطائرات وبعض المنتجات الأخرى، وأنه شهد مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية خلال تنفيذ المشروع منها انبى وبتروجت وأنه تتم ادارته من خلال شركة ابروم ، وأنه يمثل أهمية كبرى للاقتصاد القومى حيث يسهم في زيادة انتاج السولار بنسبة ٣٠٪ وزيادة انتاج البنزين بنسبة ١٥٪ ، ووجه الوزير التحية للعاملين بقطاع البترول على ما يبذلونه من جهود ليستمر دور القطاع كرافد أساسى للاقتصاد الوطنى والدولة.