الأحد، 11 فبراير 2018

خالد عبد الغفار : أغلب الأبحاث في القارة الأفريقية تتركز في المجالات النظرية دون حل مشكلات الطاقة والغذاء والصحة والزراعة






القاهرة – أ.ق.ت - كتب/ هيثم الفرسيسي : أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن تحقيق النهضة والنمو في مجال العلوم والتكنولوجيا في أفريقيا يتطلب إرادة قوية ووضع سياسات ملائمة ...
مشيراً إلى أنه يجب أن نؤمن أن الحل الوحيد لجميع مشكلات القارة السمراء هو الإعتماد على التعليم والبحث العلمي والإبتكار ، جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بعنوان ( السياسات والتمويل والموارد البشرية ) في إطار المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تستضيفه القاهرة حاليا برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وذلك بحضور السيد غيث فريز مدير المكتب الاقليمي لليونسكو بالقاهرة و د.ديان باركر نائب مدير قسم الجامعات بوزارة التعليم العالي والتدريب بجنوب افريقيا والدكتور مارى نياني وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالسنغال ود.باكيوكو راماتا وزير التعليم العالي والبحث العلمي بكوت ديفوار.
وأشار د. عبد الغفار إلى ضرورة الاهتمام  بالعلوم والابتكار للطلاب في مستوي تعليمي مبكر لكى يعوا أهمية البحث العلمي والتكنولوجيا في تحقيق متطلبات التنمية لمجتمعاتهم، مؤكدا أن على دول أفريقيا ان تنظر في الحوكمة السليمة لمنظومة التعليم وتوفير التمويل الملائم لمنظومة البحث العلوم والتكنولوجيا والابتكار ، أكد الوزير في ردة مناقشات الحضور بالمؤتمر، على ان مشكلات افريقيا متشابهة وتتركز في مشكلات الطاقة والغذاء والصحة والزراعة، وعلى الرغم من حيوية تلك المجالات إلا ان أغلب الابحاث الافريقية تتركز في المجالات النظرية دون المجالات الأكثر الحاحا، ولذا كانت التجربة المصرية تتلخص في توفير استراتيجية موحدة يلتف حولها جميع الباحثين في مصر تحدد استراتيجيات البحث العلمي واحتياجات الدولة والربط بين الأبحاث التي تجرى في الجامعات مع احتياجات المجتمع ، وتحقيق نتائج تطبيقية للأبحاث تساهم في حل المشكلات التي تواجهها مصر، وتتلاءم مع خطط التنمية الاستراتيجية ٢٠٣٠، لذلك فإن النقطة الاساسية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا الافريقية ان تركز على المجالات التي تحتاجها القارة بشدة .
وفيما يخص التمويل أكد الوزير ان المشكلة الأساسية في تمويل الأبحاث تتلخص في عدم وجود تمويل من قطاع الصناعة او القطاع الخاص بينما تتراوح نسبة الابحاث الممولة من هيئات وجهات خاصة في العالم المتقدم ٨٠٪. كما اشار الوزير إلى الاهتمام بالتعليم الفني والتدريب الفني كأداة لاستغلال الأيدي العاملة الشابة في افريقيا، وأشار إلى انه رغم امتلاك افريقيا لقوة عمل شابة إلا انها تفتقر للتدريب بسبب عدم  وجود مؤسسات تدريب فني تواكب حركة الصناعة العالمية والتقدم الحاصل فيها.
كما أشار الوزير إلى مشكلة عدم وجود مقياس افريقي لقياس جودة التعليم أو تصنيف الجامعات ، والافتقار للاعتراف المتبادل بالشهادات الصادرة عن الجامعات الافريقية، مؤكدا ان الحل يكمن في اعتماد افريقيا على نفسها ودعم أنشاء استراتيجية افريقية موحدة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ومن جانبها أشارت د. ديان باركر نائب مدير قسم الجامعات بوزارة التعليم العالي والتدريب بجنوب افريقيا الى أهمية  دعم الموارد البشرية  لتحقيق التنمية في القارة الافريقية، وأكدت ان بلادها تعمل على كيفية مكافحة الفقر في البلاد والاستفادة من العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مكافحة الفقر في عموم البلاد دون تمييز، موضحة أن العام الحالي شهد  حصول ٢٧٧٩ طالب في جنوب افريقيا على شهادة الدكتوراه بزيادة ٧٠٪‏ عن عام ٢٠١٠  وجارى دعم الشباب والفتيات في مجال التكنولوجيا، كما تسعى البلاد إلى توسيع قاعدة الدراسين في الجامعات في البلاد، كما تعمل وزارة التعليم في البلاد على تحقيق نشر واسع للبحوث في المجلات العلمية المشهورة، وتحقيق انتاج مثمر لتلك البحوث في مجال الصناعة، بالإضافة لتوفير برامج تدريبية لتطويره مهارات أساتذة الجامعات، وتطوير المناهج لتخدم أهداف التنمية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وأوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي السنغالي ماري تيوي نياني أن التمويل مهم جدا لوضع سياسات التعليم والتكنولوجيا في الدول على مسارها الصحيح مشيرا إلى الحكومة السنغالية قررت في  في اغسطس ٢٠١٣ تم اتخاذ ١١ قرارا في مجال البحث والعلوم والتكنولوجيا للاتجاه نحو العلوم الرياضية والهندسية الى جانب انشاء المعامل في جميع الجامعات وتطويرها ، وتدريب مهني للطلاب و الاتصال بين العلماء في السنغال والعالم وتحسين بنية العلوم والتكنولوجيا في البلاد مشيرا الى عزم البلاد إنشاء ١٤ معهدا عالي للعلوم والتكنولوجيا في السنغال وجامعة زراعية وسط البلاد وجامعة تكنولوجية متخصصة في العاصمة داكار، بالإضافة الى مدينة للمعرفة وقد رصد الحكومة لذلك تمويلا ضخما يقدر بمليارات الدولارات من اجل تعزيز العلم والتكنولوجيا في البلاد وذلك بالتعاون مع صندوق السنغال للعلوم البنك الافريقي للتنمية والوكالات الفرنسية للتنمية وغيرها من المؤسسات المالية الدولية.
وأشار إلى أن هناك خطة طموحة لجعل السنغال في عام ٢٠٣٥ من الدول الصاعدة في مجال التعليم العالي المتقدم الى جانب تطوير المنظومة العلمية والبحثية  وإنشاء مراكز للتميز العلمي ..مؤكدا ان التمويل لن يكون عقبة كبيرة في افريقيا عند تواجد الارادة القوية لتحقيق التنمية، كما ان هناك برنامج تدريب قائم مع رواندا واثيوبيا من اجل توفير التدريب لأكثر من ١٠ آلاف طبيب، وتقديم التدريب المهني لطلاب البلدان الثلاث.
وقال الدكتور شيم بودو السكرتير التنفيذي لرابطة تنمية التعليم في أفريقيا إنه لتحقيق تنمية رأس المال البشري  وتطوير المهارات في أفريقيا لابد من اتخاذ العديد من القرارات منها توفير أساتذة ومدرسين متخصصين في العلوم والتكنولوجيا وتعديل المناهج الدراسية العلمية  للطلاب إلى جانب تشجيع التعاون بين الدول واستمرار الاستثمار في المؤسسات التعليمية . وأضاف أنه من بين تلك القرارات ربط الابحاث العلمية والجامعات بمجالات الصناعة والتوسع في انشاء الحضانات  التكنولوجية ..مشيرا الى اهمية الاستفادة من العلماء الافارقة المغتربين في الخارج ودمجهم في خطط الدول للتنمية.
وأكدت باكيوكو لي راماتا  وزير التعليم العالي والبحث العلمي في ساحل العاج أن المستقبل ملك لمن يملك التكنولوجيا وبدأنا في بلادنا في وضع خطة وطنية للتنمية قائمة على التكنولوجيا والابتكار ٢٠١٦/٢٠٢٠ لسد الثغرات التكنولوجية وتحول البلاد من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد قائم على التكنولوجيا  ..مشيرة الى انه على الرغم من ذلك إلا اننا لم نحقق التطور المنشود فنحن نعترف بال نقص في الابتكارات في المؤسسات ولذلك بدأنا منذ عامين في تدريس التكنولوجيا في جميع الجامعات وتوفير الاعتمادات المالية للازمة لتحقيق طفرة تكنولوجية في البلاد.