الاثنين، 18 مايو 2020

بمشاركة خبراء وقادة السوق العقاري .. مائدة «إنفستجيت» تناقشة تعافي القطاع العقاري

القاهرة – أ.ق.ت - كتب/ هيثم الفرسيسي
: عقدت « إنفستجيت » أول مائدة مستديرة افتراضية في الـ ١٧ من مايو في تمام الساعة ١ مساءً تحت عنوان "سوق العقارات الذكي وسط أزمة «كوفيد-١٩»".. بمشاركة خبراء وقادة السوق العقاري المصري، لتسليط الضوء على ملامح أداء سوق العقارات قبل وبعد تفشي أزمة «كوفيد-١٩» في مصر، بالإضافة إلى تقديم رؤى متكاملة لسوق العقارات المصري قبل وبعد انتشار هذا الوباء ...


حيث ناقش مطوري العقارات أهمية الاعتماد على التكنولوجيا في السوق العقاري خلال الأزمة الحالية، وتم تبادل وجهات النظر حول كيف ستساهم أزمة «كوفيد-١٩» في تعجيل وتيرة رقمنة أعمال الشركات العقارية، إلى جانب الإستراتيجيات الجوهرية للحفاظ على الطلب في السوق العقاري وإحيائه من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والحلول الذكية وذلك بعد وضع سيناريوهات محتملة لانتعاش السوق.
وأدار المناقشات في المائدة المستديرة الافتراضية، المهندس فتح الله فوزي، مؤسس مجموعة «مينا»، والمهندس محمد فؤاد، الشريك الإداري لشركة «إنفستجيت»، بمشاركة المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للمشروعات القومية.

صرح المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان، بأن أزمة «كوفيد-١٩» تعد غير مسبوقة كما أنها تمثل تحديًا رئيسيًا للقطاع العقاري خلال الفترة المقبلة. وأكد أنه من الممكن أن يكون هناك بروتوكول تعاون مشترك بين الحكومة وشركات التطوير العقاري يتضمن سبل التعامل مع الفترة المقبلة في أعقاب تفشي «كوفيد-١٩»، بالإضافة إلي عمل تصور كامل للحفاظ على السوق العقاري في الفترة الحالية لتجاوز تلك الأزمة.

وأضاف عباس أن التحول الرقمي أصبح حقيقة واقعة في الوقت الحالي خلال أزمة «كوفيد-١٩»، حيث تسعى وزارة الإسكان للتعاون مع المطورين العقاريين للتكيف مع هذه التغييرات المفاجئة من أجل إرضاء العملاء.

كما شارك في المائدة كلاً من المهندس هشام شكري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «رؤية»، والمهندس وليد مختار، الرئيس التنفيذي لشركة «إيوان» للتطوير العقاري، والمهندس عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة شركة «ماونتن فيو»، والدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «تطوير مصر»، والمهندس عمرو أبو علم، رئيس مجلس إدارة شركة «لوتس» الإدارية، والمهندس علي الشرباني، رئيس مجلس إدارة شركة «تبارك».

واتفق المشاركون في المائدة على أن فيروس «كوفيد-١٩» ساهم بشكل كبير في تسريع الجهود المبذولة لرقمنة أعمال الشركات العقارية. وأكد الدكتور أحمد شلبي، أن التسويق الإلكتروني والمبيعات الافتراضية  أثبتا أنهما عنصران أساسيان من أجل الحفاظ على الطلب في السوق العقاري، متابعًا أن الفترة الأخيرة شهدت عددًا متزايدًا من الحملات، التي أصدرها المطورين العقاريين عبر الإنترنت لتعزيز المبيعات الافتراضية وتسويق مشروعاتهم بكفاءة للعملاء، بالإضافة إلى إنهاء الصفقات عن بعد عبر التحويلات البنكية أو الشيكات.

وصرح المهندس خالد عباس بأن وزارة الإسكان لديها تجربة ناجحة في البيع الإلكتروني، التي يستطيع المطورين تطبيقها، من خلال مشروع «بيت الوطن» للمصريين في الخارج، حيث يتم طرح كافة المعلومات الخاصة بالوحدات وشروط التعاقد بالإضافة إلى أن عملية الدفع تتم عن طريق التحويل البنكي، وأكد أنه وبعد ست سنوات من تنفيذ هذه التجربة، أصدرت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة نظامًا ناجحًا لبيع الوحدات السكنية للمصريين بالخارج وإدارة هذا البرنامج الأول من نوعه بكفاءة ".
وأوضح المهندس عمرو أبو علم، أن الطلب على الخدمات الافتراضية في القطاع العقاري مثل الواقع المعزز (AR)، والجولات البانورامية الافتراضية بزاوية ٣٦٠ درجة، زادت بشكل كبيرحاليًا في مصر أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من أنه كان المعيار الجديد لزيادة العائد على الاستثمار في العديد من البلاد الإقليمية والدولية لبضع سنوات حتى الآن. وأكد أن دمج الواقع المعزز والافتراضي سوف يساعد الشركات العقارية  في سرد​​ مرئي لجذب العملاء.
وشدد أبو علم على أن " كل هذا يجب أن يؤدي إلى ظهور حسابات الضمان وتقنيات blockchain وغيرها من الحلول العقارية الذكية"، مؤكدًا "أن مصر تمتلك القدرات والبنية التحتية اللازمة لإطلاق هذه الخدمات، ولكن يجب على المطورين العقاريين أن يكون لديهم الرغبة في التعامل مع هذه التقنيات".
وقال المهندس هشام شكري، إن أزمة «كوفيد-١٩» دفعت الشركات العقارية لتطبيق سياسية العمل من المنزل، وبناءً على ذلك، قررت هذه الشركات الاستثمار في التكنولوجيا والطرق الذكية لتعزيز مكان العمل البديل، والتي تمتلك العديد من المزايا مثل انخفاضًا كبيرًا في الاحتياجات العقارية أو المكاتب، حيث يتطلب حضور عدد أقل من الموظفين في الشركة، علاوةً على ذلك، خفض التكاليف المتعلقة بتشغيل المساحات المكتبية، مما يترتب عليه تحقيق أرباح أكثر وتأمين الإيرادات وتكاليف أقل.
وأشار الدكتور أحمد شلبي إلى أن التنسيق بين الشركات العقارية يمثل ركيزة هامة لتطبيق تقنيات العقارات الرقمية، متابعًا أن هذه التقنيات والحلول الذكية يجب أن يتم تبنيها بطريقة تحقق الانسجام بين الأعمال وتكنولوجيا المعلومات.

وقال خالد عباس أنه يجب أن يتوافر التعاون بين الشركات المتعاقدة ، التي تقوم بتنفذ عددًا من المشروعات الخاصة الجارية في المدن الجديدة. وأكد أن شركات المقاولات تلعب دورًا هامًا في قطاع العقارات خلال الفترة الحالية، وذلك من خلال تحديد نشاط العمل في مواقع العمل مثل الإجراءات الاحترازية المتبعة لتجنب انتشار الفيروس.

وكشف عمرو سليمان أن شركة «ماونتن فيو»، استعانت بالمدير السابق لبرنامج حرب الأسلحة الكيماوية المصرية، لعمل بروتوكولًا للصحة والسلامة في أماكن العمل ومواقع البناء، مضيفًا أنه قد تم إرساله إلى الحكومة لكي يكون دليلًا لجميع المعنيين. إلى جانب ذلك، تم تدريب العاملين على اتباع إجراءات السلامة والاحتياطات للوقاية من «كوفيد-١٩».

وقال الدكتور أحمد شلبي أن شركة «تطوير مصر» قامت بخفض القوة العاملة إلى ٧٠٪ - ٨٠٪ في مواقع البناء الخاصة بمشروعاتها، داعيًا  الشركات العقارية الأخرى إلى تطبيق هذه السياسة.
وأكد أن " كل هذا قد يسبب تكاليف إضافية للمطورين ، لكنه سيؤدي بالفعل إلى أفضل النتائج فيما يتعلق بالالتزام بخطط التنفيذ والجداول الزمنية".

وأجاب المهندس علي الشرباني، عندما سُئل عن مناخ الأعمال في مصر بعد انتهاء وباء «كوفيد-١٩»، بأن هذه الأزمة سوف تغير خريطة العقارات في مصر، فعلى سبيل المثال، سوف يزيد الطلب على المساحات الإدارية والمكاتب حيث يصبح العمل من المنزل أمرًا طبيعيًا جديدًا".
ولفت الشرباني إلى أنه في ظل أزمة «كوفيد-١٩» سجل سوق مواد البناء استقرارًا خلال هذه الفترة الصعبة، مع عدم وجود تغيرات كبيرة في الأسعار، لذلك، من المتوقع أن تظل أسعار العقارات ثابتة على المدى القصير، على الرغم من التغيير في الطلب".

وأكد وليد مختار أن أزمة «كوفيد-١٩» كشفت بوضوح عدم توفير خدمات طبية داخل المجتمعات السكنية، والتي تعد أيضًا إحدى العقبات التي تحول دون تصدير العقارات للخارج. وتابع أنه "يجب وضع ذلك في الاعتبار، كما أنه من المتوقع أن تشهد صناعة العقارات في مصر طفرة غير مسبوقة في الخدمات الطبية والمستشفيات في المستقبل القريب".

وأضاف أن "قطاع العقارات في مصر يسعى للتعامل مع احتياجات التحول الرقمي، مما سيفتح آفاقًا جديدة لاستراتيجيات التسويق الإلكتروني التي تلبي احتياجات العملاء، بالإضافة إلى تحديد مجموعة جديدة كاملة من المنتجات العقارية التي تناسب تلك الاهتمامات الجديدة".

ومن جانبه رأى هشام شكري أنه سيكون هناك موجة جديدة من التحول للتجارة الإلكترونية في جميع أنحاء مصر، والتي سوف تؤدي إلى ظهور اتجاهات جديدة في سوق التجزئة المحلية، مشيرًا إلى أنه يجب على مراكز التسوق والمراكز التجارية أن توفر عنصر الترفيه بشكل أكبر، ودمج التقنيات الجديدة للتواصل مع المستهلك عبر الوسائل الرقمية المختلفة.

وسلط الدكتور أحمد شلبي الضوء على أن ازدهار التجارة الإلكترونية  سوف سيؤدي إلى زيادة الطلب على المشروعات اللوجستية، بشرط أن تكون هذه المنتجات ذات أهمية للمطورين العقاريين والمستثمرين على حد سواء.

إن التباطؤ الحالي في السوق العقاري، يمنح الفرصة لدراسة التكيف مع ظروف السوق الجديدة. حيث يحتاج المطورين العقاريين إلى إعادة النظر في مكونات المساكن الحالية واستخدام حلولًا موفرة للمساحات للوحدات السكنية. لأن فيروس «كوفيد-١٩» أدى إلى تغيير في احتياجات المستهلكين خاصًة الحاجة إلى الاستفادة الكاملة من المساحات السكنية التي تناسب سياسية العمل من المنزل.

علاوةً على ذلك، يسعى المطورون العقاريون للاستثمار في مناطق أخرى غير القاهرة الكبرى، خاصةً صعيد مصر ومنطقة الدلتا.

وأكد المهندس علي الشرباني، أن دور الحكومة في سوق العقارات أصبح أمرًا حتميًا أكثر من أي وقت مضى للتغلب على تداعيات أزمة «كوفيد-١٩».

وجاءت هذه المائدة المستديرة، التي تعد الأولى من نوعها، تحت رعاية كبار شركات التطوير العقاري وهي شركة «ماونتن فيو»، ومجموعة «رؤية»، وشركة «إيوان» للتطوير العقاري، وشركة «تبارك»، وشركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري. والشريك الإعلامي «إيكونومي بلس». للعمل عن كثب مع «إنفستجيت» لإيجاد حلولًا لتداعيات أزمة «كوفيد-١٩» على القطاع العقاري المصري.