دولة
رئيس وزراء الجمهورية اليونانية .. اسمحوا
لى فى البداية، أن أعرب لكم عن خالص تقديرى لشخصكم الكريم .. وعن عميق اعتزازى بالصداقة
الوثيقة بين بلدينا وشعبينا.. وشكرى الجزيل للحكومة اليونانية على
حفاوة
الاستقبال .. وكرم الضيافة فى بلادكم الصديقة..كما أتوجه للشعب اليوناني بكل التحية
والتقدير وأشكر كل المصريين الذين قدموا من مختلف المناطق لاستقبالنا ..كما أود أن
أتقدم إليكم باسم الحكومة المصرية بالتهنئة الصادقة ..
على الثقة التى منحها إياكم
الشعب اليونانى .. لمواصلة قيادة طريق بلادكم نحو تجاوز المرحلة الصعبة .. التى مرت
بها خلال السنوات الماضية .. وإننى على يقين بأن إخلاصكم ورؤيتكم الحكيمة .. ستكون
خير عون فى اضطلاعكم بهذه المسئولية الكبيرة .. التى ائتمنكم عليها الشعب اليونانى.
دولة
رئيس الوزراء .. السيدات والسادة
إن العلاقات
الثنائية المصرية اليونانية تشهد ازدهارا وتناميا غير مسبوق .. مدعوما بالتزام مشترك
من الجانبين بتطويرها .. والعمل على استكشاف آفاق جديدة من التعاون والتكامل فى كافة
المجالات.. ولقد عكست مباحثاتنا اليوم اتفاقا فى الرؤى على وجود فرص عظيمة للتعاون
الاقتصادى بين البلدين.. وفى مقدمتها مجالات الطاقة واستغلال الثروات الهيدروكربونية
فى البحر المتوسط .. والنقل البحرى .. والتكامل
بيـــن
الموانـــئ المصريــــة واليونانيـــة.. والسياحــــة .. بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية
التى ستتيحها المشروعات العملاقة .. التى تنفذها مصر بمشاركة فاعلة للقطاع الخاص فى
البلدين .. وفى مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس .. ولقد كان من دواعى سرورى
يا دولة رئيس الوزراء .. مشاركتكم على رأس وفد رفيع المستوى .. فى احتفال الشعب المصرى
بإنجازه الكبير بافتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس الماضى.. وإننى إذ أتطلع للعمل
المستمر معكم .. على تطوير محاور التعاون التى تناولناها اليوم فى مناقشاتنا .. والتى
سيستمر التنسيق الوثيق بين الحكومتين بشأنها فى الفترة القادمة .. فإن ثقتى كاملة،
فى أن المستقبل سيفتح المزيد من الآفاق المبشرة لشراكتنا الاقتصادية فى مجالات أخرى
كثيرة.
كما
أود أن أشيد بالدور اليونانى البناء على الساحتين الإقليمية والدولية .. وما توليه
اليونان من اهتمام لقضايا المنطقة .. ووعى كامل بأهمية تبنى نظرة شاملة لقضايا الأمن
والاستقرار فيها .. فقد عكست مباحثاتنا أيضا .. توافقا فى الرؤى إزاء العديد من القضايا
الإقليمية المحورية .. التى تحتاج لتضافر الجهود المخلصة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة
وحماية شعوبها من خطر الإرهاب البغيض .. من خلال مقاربة شاملة تضم إلى جانب المواجهات
العسكرية والأمنية.. الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادى والاجتماعى..
فضلا
عن المعالجة السياسية لأصل المشكلات التى تمثل بيئة مواتية لنمو وانتشار الإرهاب
.. ولاسيما تسوية النزاعات التى تشهدها بعض دول المنطقة .. وفى مقدمتها القضية الفلسطينية
.. وكذا الأوضاع فى كل من سوريا وليبيا واليمن.
وفى
هذا الصدد، فإننا ملتزمون - كما أكدت خلال مباحثاتنا مع دولة رئيس الوزراء، وكذا خلال
لقائنا بفخامة الرئيس اليونانى صباح اليوم - بالعمل مع شركائنا اليونانيين للتنسيق
المستمر لإعـــادة الاســــــتقرار والأمــــــن إلـــى منطقتنـــــا .. وأنتهز هذه
الفرصة لأشيد بالمستوى الرفيع الذى وصل إليه التنسيق الثنائى بين الحكومتين .. سواء
على المستوى السياسى والدبلوماسى فى مختلف المحافل الدولية .. أو فيما يتعلق بالتعاون
العسكرى والتنسيق الأمنى المثمر بين بلدينا.. والذى يعد بحق نموذجا يحتذى به إقليميا
ودوليا.
دولة
رئيس الوزراء
لقد
أتم الشعب المصرى استحقاقات خارطة المستقبل .. التى صاغتها القوى الوطنية للتحول الديمقراطى
بانتخاب برلمان يعبر عن إرادته الحرة .. ويستكمل المؤسسات الدستورية لدولته المدنية
الحديثة .. بما يساهم فى تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين .. وما تعكسه من بعد
شعبى يكلل ما أظهره البلدان من دعم متبادل .. وتوافق فى الرؤى تجاه قضايا أمن واستقرار
جوارهم الجغرافى ..
فى مرحلة
من أدق مراحل تاريخ كل منهما.