على الرغم من الوصول إلى اليوم الختامى للمؤتمر الوزارى العاشر لمنظمة التجارة العالمية المنعقد بالعاصمة الكينية نيروبى الإ أن الصورة ليست واضحة المعالم فالخلاف حول مصير جولة الدوحة للتنمية لا يزال الشغل الشاغل داخل كافة الجلسات التفاوضية ...
حيث تشير التكهنات إلى أنه قد يتخذ قرار بمد المؤتمر يوم آخر أو تأجيل الجلسة الختامية إلى مساء اليوم الجمعة والتى كان من المقرر عقدها صباحاً وذلك تحسباً لعدم انتهاء المفاوضات والتى استمرت بالأمس لما بعد منتصف الليل .وقد واصل الوفد المصرى
المشارك فى فعاليات المؤتمر مشاوراته ولقاءاته مع مختلف الوفود والمجموعات فى
محاولة للوصول إلى صيغ توافقية لمستقبل التجارة العالمية وذلك تحسبا لعدم التوصل
إلى نتائج مبشرة فى القضايا المطروحة على أجندة إجتماعات المنظمة حيث أجرى المهندس
طارق قابيل وزير التجارة والصناعة ورئيس الوفد المصرى مباحثات مكثفة مع وزيرى
تجارة كل من البرازيل وكينيا بالإضافة إلى سكرتير عام منظمة الأونكتاد ورئيس الوفد
النمساوى المشارك فى فعاليات المؤتمر .
وقد تناولت مباحثات المهندس طارق قابيل مع
مايرو فييرا وزير الخارجية البرازيلى مستقبل العلاقات الإقتصادية والتجارية بين
مصر والبرازيل خلال المرحلة المقبلة وكذا استعراض موقف البلدين إزاء القضايا
المطروحة على مائدة مفاوضات منظمة التجارة العالمية خاصة ملف الزراعة وموقف جولة
الدوحة للتنمية .
وقال الوزير ان مصر
تولى اهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول امريكا الجنوبية من خلال بدء
تنفيذ اتفاق التجارة الحرة مع تجمع الميركسور ودخوله حيز النفاذ خاصة وان البرلمان
البرازيلى قد صدق على الإتفاق خلال شهر اكتوبر الماضى ويتبقى تصديق برلمانات كل من
الأرجنتين وأورجواى وباراجواى حيث كانت مصر قد صدقت على الإتفاق فى يناير 2013 ،
مطالباً الجانب البرازيلى بحث الدول المتبقية على الإسراع فى انهاء اجراءات
التصديق حيث سيسهم هذا الإتفاق فى تعزيز وتنمية التجارة والاستثمارات المتبادلة
بين مصر ودول التجمع.
وأشار قابيل إلى أهمية تعزيز دور مجلس
الأعمال المصرى البرازيلى المشترك فى دعم حركة التجارة البينية والإستثمارات
المشتركة بين البلدين ، لافتاً إلى انه اصدر قراراً خلال شهر نوفمبر الماضى بتشكيل
الجانب المصرى فى المجلس وفى انتظار تشكيل الجانب البرازيلى ليتسنى عقد أول
اجتماع. للمجلس بشقيه المصرى والبرازيلى فى اقرب وقت ممكن كما استعرض اللقاء سبل تذليل العقبات امام حركة التجارة بين البلدين
خاصة امام الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية وكذا تنمية العلاقات الصناعية
خاصة فى مجال الصناعات المغذية للسيارات .
ومن جانبه أكد مايرو
فييرا وزير الخارجية البرازيلى حرص بلاده على توسيع حجم العلاقات الإقتصادية مع
مصر خلال المرحلة المقبلة ، لافتاً إلى أن وزير التجارة البرازيلى كان قد عقد
الأسبوع الماضى اجتماعاً مع سفير مصر بالبرازيل لبحث تسهيل نفاذ المنتجات
المتبادلة بين البلدين .
ولفت إلى أن دخول
اتفاق الميركسور حيز النفاذ سيسهم فى إحداث نقلة فى العلاقات الإقتصادية المشتركة
بين الجانبين ، مشيراً فى هذا الصدد إلى أهمية تشغيل خط الطيران المباشر بين
القاهرة وساوباولو والذى سيسهم فى جذب السياحة البرازيلية لمصر إلى جانب تأثيره
الإيجابى على حركة التجارة بين البلدين
كما وجه الوزير البرازيلى
الدعوة لكل من وزيرا التجارة و الخارجية لزيارة البرازيل خلال المرحلة القريبة
المقبلة لتعظيم العلاقات السياسية والتجارية المشتركة .
كما عقد المهندس طارق
قابيل لقاء مع أدان محمد وزير التصنيع والتجارة الكينى حيث تم بحث سبل تعزيز
وتعميق التعاون الإقتصادى والإستثمارات المشتركة بين البلدين ، وضرورة اتخاذ خطوات
فعالة لتنظيم وفتح افاق جديدة لتنمية العلاقات التجارية خلال المرحلة المقبلة .
وقال الوزير ان
اللقاء استعرض موقف المفاوضات الخاصة بمنظمة التجارة العالمية والتى تستضيفها
مدينة نيروبى خاصة فيما يتعلق بالدول النامية والأقل نمواً ، مشيداً فى هذا الصدد
بالتنظيم الرائع للمؤتمر من قبل الحكومة الكينية .
كما تناول الوزيران
أهمية توسيع حجم العلاقات الإقتصادية المشتركة خاصة فى ظل ارتباط الجانبين
باتفاقية الكوميسا وأيضا اتفاق منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الافريقية الثلاث
( الكوميسا – تجمع دول شرق افريقيا – السادك ) والتى تم التوقيع علي الاتفاقية
الخاصة بها فى شهر يونيو 2015 بشرم الشيخ ، هذا فضلاً عن أهمية تفعيل اتفاق
التجارة الذى تم توقيعه خلال إجتماعات اللجنة المشتركة الأخيرة بين البلدين فى
يناير عام 2013 والذى يؤسس لإنشاء لجنة تجارية مشتركة بين البلدين تهدف لحل
المنازعات التجارية وبحث سبل تطوير العلاقات التجارية والإقتصادية والاستثمارية
بينهما .
وفى هذا الإطار أوضح
قابيل أن الحكومة المصرية تسعى لتعزيز علاقاتها الإقتصادية مع دول القارة السمراء
حيث تقرر فتح 5 مكاتب تجارية جديدة لزيادة تواجد المنتج المصرى وكذا المستثمرين فى
مختلف الأسواق الإفريقية ، لافتاً إلى أنه يجرى حاليا دراسة انشاء عدد من المراكز
اللوجيستية فى بعض الدول الإفريقية ومن بينها كينيا لتحقيق إنسياب فى حركة التجارة
خاصة وان هناك طلب
على المنتجات المصرية فى السوق الإفريقى .
ودعا الوزير نظيره
الكينى لزيارة مصر على رأس وفد من رجال الأعمال الكينيين للتعرف على القاعدة
التصنيعية المتوافرة فى مصر بهدف اقامة شراكات بين رجال الأعمال فى البلدين .
ومن جانبه أشاد أدان
محمد وزير التصنيع والتجارة الكينى بدور مصر الفعال والمساند لكينيا خلال المؤتمر
الوزارى لمنظمة التجارة العالمية ، مشيراً إلى ان العلاقات الإقتصادية بين البلدين
يجب ان تتخطى المعدلات الحالية خاصة فى ظل العلاقات التاريخية التى تربط كلا
البلدين سواء على المستوى السياسى أو الإقتصادى .
وقد اشار الدكتور
موكيسا كيتوى، سكرتير عام منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)
إلى أن مصر استعادت دورها الريادى والمحورى على صعيد القارة الأفريقية وذلك من
خلال تدعيم العلاقات التجارية الإفريقية وبصفة خاصة تبنيها اندماج اكبر ثلاث
تكتلات افريقية فى تكتل واحد .
كما بحث الوزير مع
برناديت جيرلينجر نائب وزير التجارة النمساوى للسياسات الإقتصادية الخارجية ورئيسة
وفد النمسا بفاعليات المؤتمر الوزارى بنيروبى سبل تعزيز التعاون التجارى والصناعى
بين البلدين خلال المرحلة المقبلة ، وكذا تحقيق التواصل بين رجال القطاع الخاص
بالبلدين لبحث الفرص المتاحة بما يسهم فى ايجاد روابط لتنمية التعاون الإقتصادى
المشترك .