شاكوش ظاهرة اقتصادية وليست فنية فقط و لها أسبابها..

كتب/ محمد منتصر **

من المعروف أن الفن بيعكس حالة الذوق العام والتطورات المجتمعية وأيضا الحالة المزاجية للناس و الطبقات الإجتماعية و لكن بالدرجة الأولى يعكس الحالة الاقتصادية للأفراد و المجتمع و الدولة ..

لأن الفن هو سلعة بالدرجة الأولى و لها جمهور يدفع ثمن السلعة و يشتريها و يقبل عليها وهذا هو المحدد الأول والأهم في نوعية و جودة و حجم الإنتاج ..

لابد من تحديد من الذي يدفع ثمن الألبوم أو التذكرة في المسرح و ما هي قدراته الاقتصادية و ثقافته و ذوقه العام و الخاص..

فعندما تكون القدرة الشرائية المتاحة لسلعة الفن أو أي سلعة أخرى متدنية و فقيرة يكون الإنتاج ضعيف و فقير و متدني ..

أنظر على خريطة العالم و أبحث و فكر و في النهاية ستجد أن الشعوب الفقيرة للدول الفقيرة لا تنتج فنون راقية و لا تقود الحركة الفنية في العالم ، وذلك لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى..

و لذلك و من أجل الإرتقاء بمستوى الذوق العام و جودة الفنون في مثل هذه الدول تتدخل الدولة بامكاناتها و تتصدي للإنتاج و تتحمل الخسارة لحماية مستوى الذوق العام ..

و لكن في الدول المتقدمة اقتصاديا و التي تستطيع شعوبها دفع ثمن السلعة تجد الأمر مختلف لأن القدرة الشرائية لأفراد الشعب تجعل المنتج و المستثمر يحقق ارباحا تدفعه لمزيد من رفع جودة الإنتاج الفني يستمر الفن في الإرتقاء و الجودة ..
مصر تعاني الآن من هروب المستثمرين بعيداً عن الإنتاج الفني و تقلص أعدادهم لأسباب عديدة و منها سرقة كافة أشكال الإنتاج الفني و نزولها على مواقع السوشيال ميديا مجانا و فوراً ..

و بالتالي أصبح اليوتيوب هو المحتكر الوحيد للتوزيع و تحديد الأجر مقابل عدد المشاهدات و مدتها و أصبح التحكم في الذوق العام بدون حد أدنى للجودة أو المعايير الفنية فغرقنا في دوامات الفقر الإنتاجي و الاقتصادي الذي اوصلنا للفقر في الذوق العام و التذوق الفني ..

إن التقدم الاقتصادي يؤدي لتقدم اجتماعي يسمح يدوره لتوسع و تنافس في الإنتاج الفني لوجود قوة شرائية قادرة على شراء المنتج الفني عالي التكلفة و الجودة و بالتالي يحقق أرباح تسمح للمستثمرين في المجال الفني بالتوسع و رفع جودة و تكلفة الإنتاج و الإرتقاء به..

                             حفظ الله مصر و شعب مصر و جيش مصر..

محمد منتصر** .. هو عضو كل من الجمعية المصرية البريطانية للأعمال و الجمعية المصرية لشباب الأعمال