لكل عصر من العصور أدواته المميزة له ، فعصر الثورة الصناعية كانت الآلات البخارية والميكانيكية هى أساس تلك الثورة .. أما مع بداية ثورة جديدة هى ثورة الإتصالات وتكنولوةجيا المعلومات – والتى لا نستطيع تحديد بالضبط تاريخ لولادتها – فإن الركيزة التى تقوم عليها هى التكنولوجية والمعلومات كأساس وهدف فى نفس الوقت لإنتاحها ...
ومن خصائص هذه الثورة أنها تأخذ شكلاً كونياً
تربط بين الإنسان ونظيره الإنسان فى أى مكان آخر بالعالم ، رغم المسافة الجغرافية
التى تفصل بين القارات والدول والمدن والمجتمع الذى تنشده مصر حالياً ومنذ فترة
هو مجتمع المعلومات – ركيزة ثورة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات – الذى يقوم على
فهم جديد ودراسة للمتغيرات الحالية ورصد مؤشراتها الأساسية للتعرف على المنطق الذى
يحكم الدولة العصرية ، فنجد ...
منطق التحديث الذى يتطلب بالضرورة التفاعل العميق
والتطوير المستمر استفادتاً من مُعطيات العصر التكنولوجية والمعرفية ، وذلك
لمواقبة اقتصاد المعرفة الذى أصبح يفرص نفسه بقوة على العالم بآسره جنباً إلى جنب
الثورة العلمية والتقنية والمعلوماتية بفصل تكنولوحيا الإتصالات والتى أصبحت
مجتمعة هى عماد اقتصاد المعرفة . لذلك فالمعرفة هى طريقنا للتواجد الحقيقى فى
النظام العالمى الجديد ، وأن رأس المال البشرى والفكرى وسرعة الأداء هى أكبر مصدر تنافسى
فى عصر المعلومات ، وعليه فإن دخول هذا العصر يرتبط ارتباطاً مباشراً بوضع وتطبيق
خطط مستقبلية تقوم على مبدأ التنافس من
خلال الثروات البشرية الإستفادة من الموارد المعلوماتية والمُعطيات التكنولوجية .
ومجتمع المعرفة الذى نريد أن نكون جزء منه هو
مجتمه شاسع الإتساع ، لا يقف عند الحدود الجغرافية للدول ، فالمعلومات تنتقل فيه
من أقصى الشمال إلى اٌصى الجنوب ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشرق بفصل شبكات
الإتصالات خاصة "الإنترنت" .
وبذلك فعلى الدول والمؤسسات والأفراد التخطيط
الجيد للإستفادة من معطيات العصرلخدمه تخصصه ومجاله أو أنشطته على كافة المستويات
العلمية والعملية ، لأن المسألة فى النهاية فرص وتحديات .
فإذا أخذنا الأسواق
الدولية مِثالاً للمناقشة والحديث فإن عصر المعلومات يحمل فى طياته تحديات هائلة ،
فأصبح الإنتاج يواجه أكثر من تحدى هذه التحديات ناتجة من توافر اختيارات أوسع
للمستفيدن ، بالإضافة إلى الإنطلاقة التكنولوجية على مستوى العالم ، كذلك وجود حالة
من التنافسية هى الأكبر والأشمل أما المتنافسين ، وذلك نتيجة للتلاشى التدريجى
والمتسارع فيما يتعلق بالحواجز التى تفصل بين الأسواق وبعضعها .
أما "الفرص"
فهى تأتى من خلال العمل فى أى من مجالات العمل كالصناعة أو التجارة أو الخدمات ،
والسعى نحو توظيف التكنولوجيا المتاحة فى تطويروتوسيع الأنشطة وتعظيم الفوائد منها
إلى أقصى درجة ممكنة ، وهذا فى النهاية يُضاعف من اتساع معنى " عالمية
المعرفة " .
كما يستطيع مجتمع المعرفة حل ومواجهة الكثيرمن
التحديات التى تخلفت عن الماضى ، ولكن بشرط خلق الإرادة وتعظيم الإستفادة من
معطيات الواقع .
ويُعتيرالدخول لمجتع المعرفة ليس من خلال قرار وإنما تحرك وسلوك ،
وهناك سيكون لمؤسسات المجتمع المدنية دور كبير للتحرك السريع والمحسوب نحو هذا
المجتمع جنباً إلى جنب دور الإعلام والمدرسة والجامعات ومراكز البحث العلمى .. وغبرها
من منظمات المجتمع الفاعلة كقاطرة للقيادة .