الترجمان : القطاع يفتقد لمعاييرالحصول على تمويل
القاهرة
– أ.ق.ت - كتب- هيثم الفرسيسي : شهدت الجلسة الثالثة فى ملتقى بناة مصر اليوم ، مناقشات
موسعة بين رؤساء البنوك والمقاولين حول الدور الذي يلعبه القطاع المصرفى في مساندة
المشروعات القومية سواء من خلال تمويلات مباشرة ...
أو غير مباشرة لقطاعات حيوية ، ولماذا
توجه بعض شركات المقاولات الإتهامات للبنوك بالإحجام عن تمويلها .
قال
يحيي أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي المصري، إنه قبل ثورة ٢٠١١ كان قطاع المقاولات
فى طريقه للانهيار بشكل أدى الى خروج عدد من الشركات من السوق، ولكن خلال العام الماضى
قامت معظم شركات المقاولات بتجديد كل الأدوات والمعدات الخاصة بها بعد عودة النشاط
بقوة.
أضاف
أن المشروعات التى تم طرحها خلال الفترة الماضية ومنها المشروعات القومية حققت طفرة
فى السوق ومكنت شركات المقاولات الكبيرة للمشاركة فيها بجانب شركات المقاولات المتوسطة
والشركات الصغيرة ايضا وخاصة بمناطق سيناء والسويس والعريش.
أوضح
أنه خلال ٢٠١٦ قام البنك الأهلي برفع السقف الائتمانى لقطاع المقاولات من ٢٠ مليار
جنيه إلي ٣٠ مليار جنيه ثم إلي ٤٠ مليار جنيه، لافتًا إلى أن البنك ضخ ٥ مليارات جنيه
كخطابات ضمان لشركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة كما أن القطاع يستحوذ على علي النسبة
الأكبر من محفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة .
تابع
أن البنك قام بجهد كبير فى منح تسهيلات ائتمانية لعدد من الشركات المتعثرة بقطاع المقاولات
تمانية وبالفعل استطاعت عدد من الشركات فى العودة للعمل والتوسع مرة أخري.
قال
سامح الترجمان، رئيس شركة بلتون المالية القابضة، إن ما حققته البنوك من تمويلات تجاه
قطاع العقارات والمقاولات خلال السنوات الماضية يعتبر إنجازا بالفعل، ولكن السوق المصري
له قواعد خاصة للتمويلات لا تتوافر في العالم ، فعلى سبيل المثال تعتبر آلية التوريق
أحد الأدوات الهامة لتمويل قطاع العقارات والمقاولات بينما في مصر تعتبر الآلية غائبة
.
وأضاف
أن كل العالم وعلي رأسهم المكسيك التى استطاعت أن تنقل كل المناطق العشوائية إلى مناطق
متطورة من خلال شركات التمويل العقاري لديه قواعد ومعايير للسوق، وذلك من خلال قيامها
بتسجيل كل هذه العقارات لتكون هناك سجلات واضحة تتيح التعامل عليها في الحصول على التمويل.
تابع
الترجمان ، أن شركات التمويل العقاري والمقاولات فى مصر تواجه صعوبة في التمويل بسبب
عدم وجود عقارات مسجلة والأراضي، كما أن البنوك والمؤسسات المالية وصلت للحد الأقصى
فيما يمكن تقديمه لكافة القطاعات، لافتًا إلى أن البنوك لديها حدود قصوى للتمويل .
ونوه
إلى أن بعض الشركات في السوق المصري تحقق نموًا كبيرًا بشكل غير مدروس وهو ما يعرضها
لمخاطر مالية ويجعل البنوك تتوقف عن تمويلها، لذلك يجب أن يكون هناك آليات وقواعد واضحة
تراقب نمو هذه الشركات، كما أن شركات التطوير العقاري وبعض شركات المقاولات تعمل كممول
للعملاء لسنوات وبأسعار فائدة وهو ما يخالف الأعراف العالمية ويقوم بدور القطاع المصرفي
.
أوضح
أن ٩٠% من التمويل الممنوح لقطاع المقاولات والعقارات يوجه من أموال المودعين بالبنوك،
علي عكس الوضع الخارجي التى تقوم البنوك بتمويل ٦٠% والشركات تضخ ٤٠% اعتمادًا على
ملائتها المالية، مشيرًا إلى أنه بدون قواعد واضحة ومحددة فى السوق لا يمكن التوسع
أكثر من ذلك فى تمويل قطاع المقاولات، مؤكدًا أن آليات السوق موجود ولكن لابد من روية
واضحة لاستغلال هذه الآليات في تنشيط القطاع .
ومن
جانها نفت سهر الدماطي، نائب العضو المنتدب لبنك الإمارات دبي الوطني، ما يقال عن تعنت
البنوك مع قطاع المقاولات ورفض توفير التمويلات اللازمة، موضحة أن شركات المقاولات
الكبرى مثل المقاولون العرب وأوراسكوم تحظي بتسهيلات ائتمانية كبيرة من البنوك داخل
وخارج مصر، ويصل إجمالي تمويله من كافة البنوك لنحو ١٠,٨ مليارات جنيه للشركات المتوسطة.
أوضحت
أن قطاع المقاولات في بنك الإمارات دبي الوطني حقق نسبة نمو من أعلى القطاعات الممولة
في المحفظة الائتمانية، ولكن البنوك تتوخى الحذر في التعامل مع القطاع لأن البنوك تعتبر
أمناء على مال عام وبناء عليه تحذر مع كافة القطاعات التي يتم إقراضها وليس المقاولات
فقط.
ولفتت
الدماطي ، إلى أن كل بنك لديه السياسة الائتمانية الخاصة به لتحديد حجم المخاطر لكل
قطاع حسب ملاءته المالية، ولكن رغم ذلك فالفترة الحالية يحظى قطاع المقاولات باهتمام
كبير من قبل البنوك .
وتابعت
"حينما تتعامل البنوك مع الشركات المتوسطة أو شركات التمويل العقاري تأخذ في اعتبارها
عدد من العوامل لتحديد حجم المخاطر ومنها تغير أسعار مواد البناء والجهة المسندة والقوائم
المالية وحجم التكلفة والعقود المبرمة مع جهات الإسناد ومدى تأثر الشركات بالظروف الاقتصادية
الحالية وقدرتها على سداد فروق الأسعار، وهل لديها متأخرات أم لا وعدد من الأسئلة الأخرى
التي يجب الإجابة عليها، ورغم ذلك فالمقاولات يتمتع باهتمام كبير من قبل البنوك".
من جانبه
أكد محمد عباس فايد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك عوده مصر على ضرورة أن تعزز
الدولة من الجدوى الاقتصادية للمشروعات القومية خلال الفترة المقبلة وذلك لتخفيض العبء
المالي الواقع عليها.
وأوضح
، أن تحقيق الجدوى الاقتصادية قد يتحقق من خلال عدة محاور قد يكون أقربها الشراكة مع القطاع الخاص.
وأكد
عباس فايد أن قطاع المقاولات والقطاع العقاري يستحوذان على نسبة جيدة من محافظ البنوك
الائتمانية، مشيراً إلى أن الحراك الذى حدث للقطاع مع اهتمام الدولة بالمشروعات القومية
زاد من التمويلات الموجهة للقطاع.